4 خطوات لتغيِّر حياتك وتحقق أهدافك

يمكن إشعال النار عن طريق الاحتكاك، عبر استخدام الأحجار أو العيدان اليابسة، ولم أجرِّب أن أُشعل النار بالطرائق البدائية من قبل؛ لكنَّني أعرف أنَّها تتطلب بعض الجهد، وتوجد طريقة وخطوات يجب اتباعها، وهي تحتاج إلى المهارة، فينجم عن الاحتكاك شرارة، ثم تشتعل العيدان.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن 4 خطوات لإضرام شرارة التغيير في الحياة وتحقيق الأهداف المنشودة.

واجهتُ شخصياً مشقة بالغة في إنتاج هذه الشرارة؛ لذلك أوجدت منهجيتي الخاصة، وأتذكر أنَّني تململتُ كثيراً عندما ذهبت إلى النادي الرياضي أول مرة، وقد عانيت التشتت وعدم قدرتي على التركيز لمَّا بدأت بتأليف كتابي، وعندها صرت أقطع الاتصال بالإنترنت حتى أركز في الكتابة.

عندما قدَّمت استقالتي، تعودتُ على ضبط المنبه في الصباح الباكر، حتى لا أعتاد على الاستيقاظ المتأخر، ولمَّا بدأت بدراسة اليقظة الذهنية فإنَّني اُضطرِرتُ للافتراض بأنَّني مُخطئة دائماً حتى أستطيع التغلب على العواطف الغريزية التي انتابتني كل فترة، وهذه التغييرات شاقة ومُزعجة في البداية؛ لكنَّ نتائجها اللاحقة تستحق العناء.

إضرام شرارة التغيير:

يوجد محتوى هائل في قطاع التنمية الشخصية لمساعدة الأفراد على إضرام شرارة التغيير في حياتهم وزيادة سعادتهم، وتوصلت بعد الاطلاع على جزء لا يُستهان به من المحتوى المتوفر إلى الخلاصة الآتية:

تقتضي الطريقة الوحيدة لإضرام شرارة التغيير أن تهيِّئ الظروف المناسبة له وتفعل كل ما يلزم لإحداثه، وتؤدي دورك على أكمل وجه. 

لقد بدأت عملي بالتدوين قبل سنوات عدة، بهدف تعلم مزيد من الأمور عن التسويق غير الربحي في البداية، ثم سرعان ما انتقلت إلى مجال التنمية الشخصية واللياقة البدنية، وتشترك جميع القطاعات في التوجه والاهتمام الآتي: تحقيق التقدم والتطور في الحياة.

لقد أحرزتُ تقدماً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، وتغيَّرت حياتي جذرياً، فقد أصبحت رشيقة بعد أعوام من الكسل والخمول، وحققتُ الاستقلال المادي، ولم أعد أعتمد على راتب الوظيفة، وصرتُ أنشر أعمالي على الملأ، ولم يكن هذا التغيير سهلاً ولم يحدث بين ليلة وضحاها؛ بل تطلب كثيراً من الجهد والوقت، ولقد أحرزت هذا التقدم تدريجياً وبطريقة ممنهجة طيلة السنوات الماضية.

يخضع الواحد منَّا لسلسلة من التغييرات المتعاقبة التدريجية، حتى ينتقل من حالة العجز والضيق إلى حالة الشعور بشرارة السعادة تضطرم في داخله.

5 مراحل لتغير الحياة:

تتم العملية عبر 5 مراحل على الشكل الآتي:

  • العجز: العيش وفق القواعد والأنماط التي تحكم المجتمع.
  • اليقظة: إدراك الفرد لحقه الشرعي في تغيير حياته نحو الأفضل.
  • الطموح: العزم على تحسين الحياة، والاستعداد لمواجهة الصعوبات المحتملة.
  • وضع خطة العمل: وضع خطة عمل لتحقيق الهدف المنشود وتحصيل السعادة والحرية.
  • جمع المعلومات: تساهم النصائح العملية في رفع سوية المشاريع، والمساهمة في إحراز التقدم، وتحقيق السعادة في نهاية المطاف.

لكل مرحلة منها خصوصيتها وأهميتها، ولا تساهم المراحل الأولى في تحقيق تغيير دائم، لكن لا يمكن تخطِّي أي منها، ولا توجد طريق مختصر. 

4 خطوات لتغيِّر حياتك وتحقق أهدافك:

إليك فيما يأتي 4 خطوات لتحقيق الأهداف وتغيير الحياة نحو الأفضل مستوحاة من تجربتي الشخصية:

1. تحديد الأهداف:

عوَّدتُ نفسي أن أراجع رغباتي وأهدافي في الحياة كل فترة، وأحرص على استبعاد الاقتراحات المفروضة من المحيط الخارجي؛ لأنَّني أرغب في عيش حياتي وفقاً لقناعاتي الخاصة.

يجب أن تفعل مثل ذلك؛ أي أن تتصور الحياة المثالية التي تتحقق فيها جميع أحلامك ورغباتك، وتسأل نفسك عن تفاصيل هذه الحياة، وكيف ستقضي أيامك لو أنَّها تحققت بالفعل، وما هي الأشياء التي ستلغيها من حياتك الحالية، والأخرى التي ستضيفها، ويجب أن تُحدِّد أهدافك وتتحرك في حياتك وفق إجاباتك عن هذه الأسئلة.

شاهد بالفيديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف.

2. عدم الاكتراث لآراء الآخرين:

يقول الكاتب الشهير المعروف باسم "دكتور سوس" (Dr. Seuss): "فلتكن على طبيعتك، ولتفعل ما يحلو لك، والزَم الصدق في مشاعرك ومبادئك، ولا تكترث لكلام الآخرين".

يجب أن تتحلى بالشجاعة والجرأة اللازمة لكي تجري تغييرات جذرية وبنَّاءة في حياتك، وستضطر عند هذه المرحلة لإعطاء الأولوية لنفسك ولقناعاتك، دون أن تكترث إلى آراء الآخرين، ومن الطبيعي أن تهتم لآراء المقربين منك وحسب، لكن لا تكترث للبقية، إنَّها حياتك أنت، ويجب أن تعيشها وفق قناعاتك الشخصية.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف: كيف تحدد أهدافاً قابلة للتحقيق؟

3. مواجهة مشاعر الخوف:

تناقش عديداً من الكتب موضوع الخوف، وتنصح بتقبله ومواجهته، وأنصحك بأن تخصص بعض الوقت للتفكير في آخر مرة شعرت فيها بالخوف، فتمنع استجابة الكر أو الفر الفرد من تجاوز شعور الخوف عندما يتربص به، وهذا يعني أنَّ الخطوة الأولى تقتضي إدراك شعور الخوف، ويجب أن تعمل بعد ذلك على مواجهته، وتخوض التجربة التي ينهاك عنها، ولا تسمح له بمنعك عن إحراز التقدم في حياتك.

عندما تلقيت دعوة للمشاركة في أحد مؤتمرات "تيد إكس" (TEDx)، لم أشأ أن أفوِّت الفرصة على نفسي، وقبلت المشاركة في الحال، وكنت متوترة ومُرهقة جداً خلال الشهر الذي سبق الفعالية، وظننت أنَّ المحتوى الذي سأقدمه غير جدير بالاهتمام ولا يستحق المشاركة، وفكرت بالانسحاب جدياً؛ لكنَّني لم أفعل، وقد كانت تجربة رائعة.

4. اكتساب المهارات اللازمة:

لقد بحثت وجمعت المعلومات اللازمة عن كل تغيير أردت إجراءه، وقرأت كثيراً عن اللياقة البدنية والتسويق وأنماط النوم، واجتهدت في الدراسة ودوَّنت ملاحظاتي الخاصة، أُدرك الآن عندما أعود بالزمن إلى الوراء بأنِّي لم أتعلم الكثير؛ لكنَّني شعرت وقتئذٍ بأنَّني على علم ومعرفة ومقدرة تكفيني للانطلاق، ساعدني التعمق في الموضوعات سابقة الذكر على العمل بحكمة وفاعلية أكبر.

إقرأ أيضاً: هل تبحث عن فرصة عمل؟ إليك أهم المهارات المطلوبة في سوق عمل 2023

في الختام:

ما زلت أعمل على تطوير نفسي وتنميتها، وأنا أدرك حاجتي إلى اكتساب مزيد من المهارات وتحقيق التقدم على نطاق أوسع، إنَّني أتصور مستقبلي مُشرقاً وواعداً وحافلاً بالنجاح، ويتطلب تحقيق هذا الحلم كثيراً من العمل الجاد والتعلم، وأنا مستعدة لفعل ما يلزم، دون أن أتَّكل على الحظ والصدف.




مقالات مرتبطة